روائع مختارة | روضة الدعاة | الدعاة.. أئمة وأعلام | عثمان بن عفان بن أبي العاص

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > الدعاة.. أئمة وأعلام > عثمان بن عفان بن أبي العاص


  عثمان بن عفان بن أبي العاص
     عدد مرات المشاهدة: 4202        عدد مرات الإرسال: 0

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، ثالث الخلفاء الراشدين -23 هـ/644 م- ولد بمكة وأسلم بعد البعثة بقليل، كان غنيا شريفا في الجاهلية، تزوج برقية ثم بأم كلثوم ابنتي النبي لذلك سمي بذي النورين، جمع القرآن، جهز جيش العسرة في السنة التاسعة للهجرة وكان النبي قد غزا فيه تبوك، صارت إليه الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب، فإفتتحت في أيامه أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص، وهو أول من زاد في المسجد الحرام ومسجد الرسول.

لُقب بذي النّورين، لكونه تزوَّج ببنتي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم واحدة بعد أخرى، وخاطبه النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم باسم عُثَيم، بالتصغير، وُلِدَ بَعْدَ الفيل بست سنين على الصحيح، وَزَوّجَ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم عثمان بن عفّان رُقَيّة إبنته وبعد وفاتها زوجه أم كلثوم، فماتت عنده أيضا، فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: «لو كان عندي ثالثةٌ زَوّجتُها عثمانَ».

وكان عثمان من أَجمل الناس، أبيض اللّحية، وكان وضيئًا حسنًا جميلًا أبيضا مُشربًا صفرة، جَعْد الشعر له جُمَّة أسفل من أُذنيه، جَذْل الساقين، طويل الذراعين، وأسلم عثمان بن عفان مبكرا فكان يقول: إِني لرابع أَربعة في الإِسلام، وكان ممّن هاجر من مكّة إلى أرض الحبشة الهجرةَ الأولى، والهجرة الثانية، ومعه فيهما جميعًا امرأته رُقيّة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: «إنّهما لأوّل من هاجر إلى الله بعد لوط».

ولم يشهد بَدْرًا لتخلُّفه على تمريض زوجته رُقَية -وكانت عليلةً- فأمره رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم بالتخلّف عليها، وقيل بل كان مريضًا بالجدريّ، فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم‏: ‏«ارْجَع»،‏ وضرب له بسهمه وأَجْره، فهو معدودٌ في البَدْرِيين لذلك، وماتت رُقيَّة في سنة اثنتين من الهجرة حين أتى خَبَر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بما فتح الله عليه يوم بَدْر‏.

[] منــــاقبه:

روى أَبو موسى الأَشعري قال: كنت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في حديقة بني فلان، والباب علينا مغلق، إِذ إستفتح رجل فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: «يا عبد اللّه بن قيس، قم فإفتح له الباب، وبشره بالجنة»، فقمت ففتحت الباب، فإِذا أَنا بأَبي بكر الصديق، فأَخبرته بما قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فحمد الله، ودخل، فسلم وقعد، ثمّ أَغلقت الباب فجعل النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم يَنْكُت بِعُود في الأَرض، فإستفتح آخر، فقال: «يا عبد اللّه بن قَيْس، قم فافتح له الباب وبَشِّرْه بالجنة»، فقمت ففتحت، فإِذا أَنا بعمر بن الخطاب، فأَخبرته بما قال النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فحَمِد الله، ودخل، فسلم وقعد، وأَغلقت الباب فجعل النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم ينكُت بذلك العودِ في الأَرض إِذا إستفتح الثالثُ البابَ، فقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدُ الْلَّهِ بْنَ قَيْسٍ، قُمْ، فَافْتَحِ الْبَابَ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تَكُوْنُ»، فقمت ففتحت الباب، فإِذا أَنا بعثمان بن عفَّان، فأَخبرته بما قال النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: الله المُسْتَعان وعليه التكْلاَن، ثمّ دخل فسلَّم وقعد، وقد‏ ارتجّ أُحُد، وكان عليه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم‏:‏ «‏اثْبُتْ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ» وروي عن ابن عباس.

في هذه الآية: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ}، قال: نزلت في عشرة: أَبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزُّبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد، وعبد اللّه بن مسعود، وروى طلحة بن عُبَيْدِ اللّه قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيْقٌ، وَرَفِيْقِي -يَعْنِي فِي الْجَنَّةِ- عُثْمَانُ»، وروى أنس بن مالك، عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم قال: «أصْدَقُ أُمّتي حَياءً عثمانُ».

[] إنفاقه في سبيل الله:

اشترى عُثمان رضي الله عنه بئر رُومة، وكانت رَكِيَّة ليهوديّ يبيع المسلمين ماءَها، فقال رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم‏:‏ «‏مَنْ يَشْتَرِي رُومَةَ فَيَجْعَلَهَا لِلْمُسْلِمينَ يَضْرِبُ بِدَلْوِهِ فِي دِلَائِهِمْ، وَلَهُ بِهَا مَشْرَبٌ فِي الْجَنَّةِ» فإشتراه عثمان ووهبه للمسلمين، وجَهَّزَ جيشَ العُسْرَة في غَزْوَةِ تَبُوك بتسعمائة وخمسين بعيرًا، وأتمّ الألف بخمسين فرسًا.

[] الفتوحات في عهده:

من أهم الفتوحات في عهد عثمان، فتح مرو وتركيا، وتوسيع الدولة الإسلامية، وأرسل عمرو بن العاص إلى الأسكندرية بعدما نقضت العهد عام 25هـ، ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وأفريقية وقبرص.

وتمت في عهده توسعة المسجد النبوي عام 29-30هـ، وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين، وكان من أهم إنجازاته أيضا جمع القرآن الكريم الذي كان قد بدء بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق. وجُمع القرآن الكريم في مصحف مكتوب برسمه إلى الوقت الحالي.

[] وفــــاته:

روى أبو ليلى الكِنْدي قال: شَهِدْتُ عثمان وهو محصور فاطّلع من كُوٍّ وهو يقول: يا أيّها النّاس لا تقتلوني وَاسْتَتِيبوني، فوالله لئن قتلتموني لا تصلّون جميعًا أبدًا، ولا تجاهدون عَدوًّا جميعًا أبدًا، ولَتَخْتَلِفُنّ حتّى تصيروا هكذا، وشَبّك بين أصابعه، ثمّ قال: {وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيد} [هود:89]، وأرسل إلى عبد الله بن سلام فقال: ما ترى؟ فقال: الكفّ الكفّ فإنهّ أبلغ لك في الحجّة.

روى أبو سَهْلَة -مولى عثمان- قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، في مرضه: «وَددْتُ أنّ عندي بعضَ أصحابي»، فقالت عائشة: فقلتُ يا رسول الله أدْعو لك أبا بكر، فأسكت فعرفتُ أنّه لا يريده، قلت: أدعو لك عُمَرَ، فأسكت فعرفتُ أنه لا يريده، قلت: أدعو لك عليًّا، فأسكت فعرفت أنّه لا يريده، فقلت: فأدعو لك ابن عفّان قال: «نعم»، فلمّا جاء أشار إليَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أن تباعدي، فجاء عثمان فجلس إلى النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فجعل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول له، ولون عثمان يتغيّر، قال قيس: فأخبرني أبو سَهْلَة قال: لمّا كان يوم الدار قيل لعثمان ألا تقاتلُ؟ فقال: إنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، عَهِدَ إليّ عَهْدًا وإني صابرٌ عليه.

وكان رضي الله عنه يقول لم سمع أن قوما يريدون قتله: وَلِمَ يقتلونني وقد سمعتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول: «لا يَحِلّ دَمُ امرئ مُسلم إلاّ في إحدى ثلاث: رجلٍ كَفَرَ بعد إيمانه أو زَنَى بعد إحصانه أو قتل نفسًا بغير نفس» فو الله ما زنيت في جاهليّة ولا في إسلام قطّ، ولا تَمَنّيْتُ أنّ لي بديني بَدَلًا منذ هَداني الله، ولا قتلتُ نفسًا، ففيمَ يقتلونني؟. كان سبب قَتْله أنَّ أمراءَ الأمصار كانوا من أقاربه، فكان بالشام كلّها معاوية، وبالبصرة سَعِيد بن العاص، وبمصر عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح، وبخراسان عبد الله بن عامر، وكان مَنْ حَجَّ منهم يشكو من أميره، وكان عثمان لَيِّن العَرِيكة، كثير الإحسان والحلم، وكان يستبدل ببعض أمرائه فيُرضيهم، ثم يعيده بَعْدُ إلى أَنْ رحل أهلُ مصر يشكون من ابن أبي سَرْح، فعزله، وكتب له كتابًا بتولية محمد بن أبي بكر الصديق، فرضوا بذلك، فلما كانوا في أثناء الطريق رأوْا راكِبًا على راحلة، فإستخبروه، فأخبرهم أنه من عند عثمان بإستقرار ابْنِ أبي سرح ومعاقبةِ جماعة من أعيانهم، فأخذوا الكتابَ ورجعوا وواجهوه به، فحلف أنه ما كتب ولا أذِن، فقالوا: سَلِّمْنا كاتبكَ، فخشى عليه منهم القَتْل، وكان كاتبه مروان بن الحكم، وهو ابن عمه، فغضبوا وحصروه في دارِه، وإجتمع جماعةٌ يحمونه منهم، فكان ينهاهم عن القتال إلى أن تسوُّرُوا عليه من دار إلى دار، فدخلوا عليه فقتلوه، فعظم ذلك على أهْلِ الخير من الصحابة وغيرهم، وإنفتح بابُ الفتنة، فكان ما كان، والله المستعان.

قال نافع: وقُتل عثمان رضي الله عنه بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشرة أَو: سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة، وكان لعثمان بن عفّان عند خازنه يومَ قُتِلَ ثلاثون ألفَ ألف درهم، وخمسمائة ألف درهم، وخمسون ومائة ألف دينار فانْتُهبت وذهبت، وترك ألف بعير بالرّبذَة، وترك صدقاتٍ كان تَصَدّق بها بِبئر أَرِيس، وخَيبر، ووادي القرى قيمةَ مائتي ألف دينار.

ولما حجّ معاوية نظر إلى بيوت أسْلَمَ شوارع في السوق فقال: أظْلِموا عليهم بيوتهم -أظْلَمَ الله عليهم قبورهم- قتلةَ عثمان، روى مالك بن دينار قال: أخبرني من سمع عبد الله بن سلام يقول يوم قُتل عثمان: اليومَ هَلَكَتِ العربُ.

المصدر: موقع صحابة رسول الله.